هل أنتِ صاحبة القوة في مشاعرك؟

هل تشعرين أنكِ قادرة على التحكم بها ..!؟
أم أنها تسحبكِ بلاحول وقوة منكِ إلى حيث لا تشائين ؟

في عالم يتسم بالضغوط اليومية والتحديات المستمرة،نجد أنفسنا في كثير من الأحيان مغمورين بمشاعرنا، كما لو أننا مجرد -ردود فعل- للأحداث من حولنا..

ولكن السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو: من يقود الآخر..!؟
هل نحن من يقود مشاعرنا..!؟
أم أن مشاعرنا هي من تقودنا؟

قد تظنين أن مشاعرك تأتي بلا تحكم، لكن سأخبركِ بحقيقة صادمة هي أننا نحن من نحدد كيفية تأثير هذه المشاعر في حياتنا..،

إذا كانت مشاعرنا جزءًا لايتجزء من حياتنا اليومية، فكيف يمكننا أن نعيد توجيهها لتخدمنا بدلاً من أن تسيطر علينا وتكبل حركتنا ؟

هل تعلمين أن مشاعركِ لها قدرة خارقة على تشكيل حياتك؟
في الأيام التي نشعر فيها بالتوتر أو الحزن، نجد أنفسنا نغرق في السلبية، بينما في أيام أخرى قد نشعر بالسعادة والراحة، كما لو أن شمس حياتنا تشرق فجأة..!
ولكن، هل هذه المشاعر هي مجرد ردود فعل عشوائية؟ أم أنها نتيجة لكيفية تعاملنا مع المحيط الخارجي الذي نعيش فيه ؟

لنأخذ مثالاً بسيطاً:

هل لاحظتِ كيف أن بعض الأيام تمنحنا شعوراً جيداً، مثل يوم الخميس أو الجمعة، عندما تقترب العطلة أو الإجازة؟ عندما يكون الطقس رائعًا، نشعر بالطاقة والحيوية والبهجة بشكل طبيعي، كما لو أن الكون بأسره يعكس لنا مشاعرنا الداخلية..

لكن، هل تعلمين أن هذه المشاعر لا تقتصر على الظروف الخارجية فقط؟ بل، في كثير من الأحيان، نحن من نحدد كيف سنشعر. فعندما يقترب يوم “الخميس الونيس “نبدأ في تهيئة أنفسنا للاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع، وتبدأ مشاعر السعادة تتسلل إلينا بكل إنسيابية حتى قبل أن يبدأ اليوم فعلياً. وهذا ليس مجرد مصادفة، بل هو نتيجة لقرارنا الداخلي بأننا على مقربة من الراحة والاستجمام..

حياتنا مليئة بالتحديات،والضغوط قد تجعلنا نشعر وكأننا غير قادرين على التحكم في مشاعرنا، لكن الحقيقة هي أن جودة مشاعرنا هي التي تحدد جودة حياتنا..

إذا كنتِ تسعين لتحسين حياتكِ العاطفية، المهنية أو الشخصية، يجب أن تبدأي أولًا بتحسين علاقتكِ بمشاعرك..تلك هي الشفرة الحقيقة لمعادلة السلام الداخلي وتحسين جودة حياتك .

هل تمنحين لمشاعرك الوقت الكافي للتعبير عنها؟
كم مرة جلستِ مع نفسكِ لتفهمي ما تشعرين به حقًا؟
هل تعلمين أن التفاعل مع مشاعركِ بشكل واعٍ يمكن أن يمنحكِ القدرة على التعامل مع المواقف بشكل أكثر هدوءًا؟

عندما تواجهين مشاعر الغضب أو القلق، هل تأخذين وقتًا للتنفس، لتقييم الموقف، أم أن هذه المشاعر تسيطر عليكِ بسرعة؟

المشاعر ليست أعداء، بل هي أدوات قوية يمكنكِ استخدامها لصالحك. عندما تتعلمين كيف توجهين مشاعركِ بشكل صحيح، ستجدين أنكِ أكثر قدرة على اتخاذ القرارات، والتفاعل مع الناس، وتجاوز التحديات بثقة. إذا كانت مشاعركِ تحت قيادتكِ، فلن تكون هناك مشكلة كبيرة يمكن أن تهزمكِ..

المشاعر الجيدة تساوي أداءً جيدًا. نعم، هذه الحقيقة البسيطة تغير الطريقة التي نتعامل بها مع حياتنا. عندما تشعرين بالسلام الداخلي، تكونين أكثر قدرة على التفكير بوضوح، وبذل أفضل ما لديكِ في العمل والعلاقات. على العكس، عندما تكون مشاعركِ متقلبة أو مليئة بالتوتر، قد تجدين نفسكِ عالقة في حلقة مفرغة من الإرهاق العقلي والعاطفي وبالتالي ستكونين مُقيدة عن التقدم والمضي نحو أهدافكِ ..

في النهاية، كيف يمكننا تحسين حياتنا إذا لم نعمل على تحسين جودة مشاعرنا؟

دعيني أهمس لكِ بحقيقة أن الحياة لا تُقاس بالإنجازات المادية فقط، بل بالسلام الداخلي والانسجام مع أنفسنا..
إذا كان لديكِ القدرة على منح مشاعركِ الاهتمام والرعاية التي تحتاجها، ستجدين نفسكِ في دائرة متناغمة من التأثير الإيجابي الذي يشع في كل جوانب حياتكِ..

إذن، هل أنتي مستعدة الآن لتكوني قائدًا ماهراً لمشاعرك؟ هل ستحرصين على منحها الرعاية التي تستحقها، وتمنحينها الوقت والمساحة للتعبير عن نفسها بحرية؟ لأن الحقيقة هي: “أنتِ “إذا كنتِ تتحكمين في مشاعرك، فأنتِ تتحكمين في حياتك..

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *