الاحتراق الوظيفي ناتج ضعف الذكاء العاطفي

هل حسيتي بيوم من الأيام أن العمل اللي تحبينه صار عبء ثقيل عليكِ؟

قد تبدأين رحلتك كمعلمة بشغف وحماس، لكن مع مرور الوقت، قد تشعرين بالإرهاق والتعب العاطفي، وهو ما يعرف بـ الاحتراق المهني. في تجربتي الأولى كمعلمة، شعرت بهذه الضغوط بشكل متزايد، مو عارفة أوزان نفسي بين أثبت نفسي كوظيفة جديدة وبين متطلبات الإدارة والموجهة والتعاميم الوزارية ..
خاصة عندما بدأت في تولي مسؤوليات جديدة مع التوقعات العالية بحكم حماسي وطموحي وأنا أشق أول خطواتي لتحقيق حلم الطفولة وأن أصبح “مُعلمة”

الاحتراق المهني: حين يتحول العمل إلى عبء

مع الوقت وشرارة الحماس بدأت أشعر بتراكم المسؤوليات والأعباء، مما أثر على صحتي النفسية والجسدية .. لم أكن أعرف كيف أتعامل مع هذه الضغوط المتزايدة والمستجدات ، وكأنني فقدت شغفي بمهنة كنت أحبها..! كنت أواجه تحديات مستمرة في التوفيق بين احتياجات طالباتي وخاصة أنهم بالمرحلة الثانوية وما أخفيكم صعوبة الأمر في البداية ، ناهيكم عن الأعمال الإدارية، ومتطلبات حياتي الشخصية خاصة كنت في أول حياتي الزوجية وأعتبره دور جديد يُضاف لقائمة أدوراي في الحياة..

كيف أنقذت نفسي؟

لحسن الحظ، تمكنت من العودة إلى مساري بعد أن اكتشفت أهمية الوعي والذكاء العاطفي. بدأت بخطوة صغيرة في مجال التطوير الذاتي اقتنيت مجموعة كتب وتسجيلات صوتية لمحاضرة مازلت أذكر عنوانها عن “منهجية التغيير” وبديت بتطبيق بعض الاستراتيجيات التي ساعدتني على إدارة مشاعري بشكل أفضل، مثل:
1. الوعي الذاتي: التعرف على علامات الإرهاق في وقت مبكر.
2. التوازن بين العمل والحياة: تخصيص وقت لنفسي بعيداً عن العمل..
3. التواصل مع زميلاتي: تبادل الخبرات والمشاعر ساعدني على تقليل الشعور بالعزلة..

الذكاء العاطفي كحل للتمكين الشخصي،،،

تعلمت أن القيادة بالذكاء العاطفي لا تعني فقط إلهام الآخرين، بل أيضاً الاهتمام بالنفس وتكريس الوقت الخاص لها . اليوم وبعد انهاء رحلتي في المجال الوظيفي كمعلمة وقائدة تربوية أشعر أنني أتمتع بتوازن أفضل في حياتي العملية والشخصية، وأصبح لدي القدرة على مواجهة التحديات دون أن أتأثر عاطفياً أو أفقد استقراري الداخلي..

خلاصة الحديث،،،
الاحتراق المهني ليس نهاية حتمية للعمل الدؤوب ،بممارسة الذكاء العاطفي يمكنك أن تعيدي شحن طاقتك، وتستعيدي حبك للعمل، وتواصلين التميز في مهنتك وتحصدين جوائز ومناصب قيادية دون أن تؤثر الضغوط على صحتك النفسية ..كمعلمة متميزة، أنتِ بحاجة إلى الاعتناء بنفسك داخلياً لتتمكني من العطاء للآخرين.
وختاماً :
لا يمكن للمرء أن يمد يد العون للآخرين إذا كان قد أغلق يداه…! -مارشيا ويست-

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *